وقد اختلفت طرق حفظ هؤلاء الناس لكتاب الله باختلاف أمكنتهم وأزمنتهم، وقد اشتهرت طريقة الألواح في بلاد الغرب الإسلامي ردحاً من الزمن متمسكة بطريقة التدريس بالألواح تمسّكًا شديدًا.
الأدوات
من الأدوات المستخدمة في التحفيظ بهذه الطريقة والتي أشهرها (اللوح) الذي سُمّيت الطريقة باسمه، على اعتبار أنه أهم المعدات المستخدمة، واللوح: عبارة عن قطعة من الخشب تُصنع من الزيتون أو الزان أو غيرهما من الأشجار، حسب نوع الأشجار المتوفرة والمتاحة في المنطقة.
وقد ورد ذكر اللوح بالإفراد والجمع في كتاب الله؛ فقد جاء بالإفراد في قوله تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ) وأما بالجمع (الألواح) في أكثر من موضع عند تعرض القرآن لنبي بني إسرائيل موسى -عليه السلام-
قال تعالى: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَآءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). [150: الأعراف]، وقوله تعالى: (وَلَمّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ). [154: الأعراف].
وأما الأداة الثانية التي تلي اللوح في الأهمية هو القلم، وقد جاء ذكر القلم في الآيات الأولى التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم
- قال تعالى: (